الاثنين، 26 أكتوبر 2009

الدولة الفاطمية و عملاتها



الدولة الفاطمية وعملاتها


الموضوع منقول عن موقع/إكستريم للعملات - من طرف الأخ بسام


العُملات والنقود الإسلامية يُطلق عليها لفظ السكة الذي يعبِّر عن معان متعددة تدور كلها حول النقود التي تعاملت بها الشعوب العربية والإسلامية من دنانير ذهبية ودراهم فضية وفلوس نحاسية.
يقصد بلفظ السِّكة أحيانًا تلك النقوش التي تزين بها هذه النقود على اختلاف أنواعها. وأحيانًا أخرى يعني قوالب السك التي يُختم بها على العملة المتداولة،كما يطلق أيضًا على الوظيفة التي تقوم على سك العملة تحت إشراف الدولة
يعد ضرب النقود عبر حقب التاريخ دليل رقي الأمم وسيادتها وانعكاسا
لتقدمها ومدى ثرائها، حيث اعتبر ضربها مثالا على تفرد الأمم وأحد الأمثلة التعبيرية على رخاء المجتمع وتطور أنظمته الوضعية والاقتصادية والاجتماعية. كانت النقود تضرب من الذهب أو الفضة أو النحاس أو المعادن الأخرى وكان وزنها والمعدن الذي كانت تضرب منه دليلا على رقي المجتمع. وبما أن علم "النميات" أو علم المسكوكات "كلمة نوميسيا باليونانية تعني النقود" يعد علما مهما في معرفة التاريخ، بل يعتبره البعض دليلا تاريخيا مهما يقدم دراسة عميقة لمدى التطور الذي بلغته أي أمة أو شعب فقد، اعتبره البعض من أهم العلوم المساعدة للتاريخ .
وبما أن تطور أي مجتمع مرتبط بتطور نظامه الاقتصادي والمالي فإن دراسة تطور النقود الإسلامية تعكس مبلغ التطور الذي شهدته الدولة الإسلامية عبر العصور المختلفة


الفاطميون

الفاطميون، العبيديون: سلالة شيعية حكمت في تونس، مصر، الشام وعلى فترات في الجزائر، المغرب و الجزيرة العربية، سنوات 909-1171 م.

المقر: القيروان: 909-920 م، المهدية: 820-973 م، القاهرة: منذ 973 م.

يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه و سلم)، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الإسماعيلية. يرى أغلب المؤرخين اليوم أن نسبهم كان منحولاً. يفضل أغلب علماء السنة أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله.

مؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909-934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، كان يدعي أنه المهدي المنتظر. نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة. استولى الفاطميون على تونس، ليبيا و شرق الجزائر ثم صقلية والتي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م يستولى المعز (953-975 م) على مصر ويقرر بناء عاصمة جديدة لدولته: القاهرة. دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع الأمويين حكام الأندلس. تمكنوا من إخضاع الحجاز و الحرمين مابين سنوات 965-1070 م.

ويعتبر الدينار الفاطمي ، نسبة للدولة الفاطمية، دليلا آخر على الانفصال والاستقلال داخل الكيان الاسلامي. فقد قامت الدولة الفاطمية في مصر في نهاية القرن الثالث للهجرة الموافق العاشر للميلاد. وكدليل على استقلالهم عن الدولة العباسية أمر جوهر الصقلي بضرب العملة باسم الخليفة الفاطمي وهكذا ظهر إلى الوجود الدينار الفاطمي، لم يقتصر سك العملة على الدول الكبرى بل امتد بعد ذلك ليشمل الدولة الصغيرة والتي ظهرت في أعقاب ضعف الدولة الإسلامية المركزية

العُملات الفاطمية

ضرب الخلفاء الفاطميون الدنانير الذهبية بأسمائهم ونقشوا عليها العبارات الشيعية، كما ابتدع الفاطميون نوعًا من النقود التذكارية الذهبية صغيرة الحجم خفيفة الوزن تسمى خراريب ومفردها خرُّوبة، و تقدر قيمة وزنها بـ 0,194جم. وكان الغرض من ضرب هذه الخراريب هو توزيعها على عامة الشعب في المواسم والأعياد وتفنن الفاطميون فى الاحتفالات وعمل المناسبات وكان هذا بهدف أرضاء عامة الشعب و نشر الفكر الفاطمى من خلال توزيع هذة النقود، كما ضرب الفاطميون نوعًا آخر من النقود التذكارية تسمى الغرة، وهي مجموعة من الدنانير والرباعيات والدراهم المدورة تضرب بأمر الخليفة في العشر الأواخر من ذي الحجة.
ومن الجدير بالذكر أن الخلافة الفاطمية إبان ظهورها في بلاد المغرب عام (297هـ، 909م) على أنقاض دولة الأغالبة، قد ضربت نقودها على طراز العملة العباسية إلى جانب اسم الخليفة عبيدالله المهدي أول الخلفاء الفاطميين. وفي عام (358هـ، 669م) أمر الفاطميون بإحداث تغيير جذري في طراز العملة من حيث التصميم؛ فقاموا بنقش كتاباتهم في ثلاث دوائر متحدة المركز، تسير في عكس اتجاه عقارب الساعة بدلاً من الترتيب الأفقي، الذي كانت تنقش عليه كتابات العربية منذ عهد الخليفة عبدالملك بن مروان. وكان الهدف من وراء هذا الطراز الفاطمي الجديد هو التأكيد على حق الفاطميين المطلق في الخلافة.

لقد تميزت النقود التي ضربت في العهد الفاطمي بشكل عام بصعوبة قراءة نقوشها ووفرة أطواقها.
فأما الكتابات على الوجه فهي الطوق الأول: "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وفى الطوق الثاني: "محمد خير المرسلين عليٌّ أفضل الوصيين". والطوق الثالث: "محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله"، وهكذا عدد من الأطواق في الخلف أيضا مما جعل تلك النقوش صعبة القراءة من كثرة الأطواق بها.
وهذة بعض امثلة وصور للنقود الفاطمية

دينار مدون عليه إسم الخليفة الفاطمى المستنصر
ضرب فى طرابلس باسم المستنصر بالله 446هـ
انظر شكل رقم 1





عملة ذهبية تحمل اسم العاضد آخر خليفة فاطمي شكل 2 و 3





وكان دخول الزجاج من قبل العصر الفاطمي واستمر في العصر الفاطمي و قد احتوت النقود الفاطمية
على قطع زجاجية حيّرت علماء المنميات في ما إذا كانت هذه القطع نقود أو أوزان توزن بها النقود وقد رجّحوا النظرية الأولى بأنها نقود أقل قيمة من الدراهم


والصورة المرفقة هي لدراهم فاطمية سوداء وفضية ودنانير ذهبية و بعض العملات الزجاجية. شكل رقم 4





ويشير مصطلح " الزجاج المختوم " الى ثلاثة اصناف هى: الصنج الزجاجية و اختام الاوانى الزجاجية و الاوزان المستديرة والتى وردت عليها النقوش العربية أو فى بعض الاحيان التصميمات وأشكال الكائنات الحيه وغير ذلك مما قد ضربت به هذه الاوزان. وقد استخدمت الصنج الزجاجية فى أول الامر كأوزان لتعير عليها الدنانير الذهبية و الدراهم الفضية و الفلوس النحاسية فى بعض الاصناف و التى كانت توزن بها عندما كانت اوزان النقود تختلف عن اوزان تلك القطع الزجاجية.
واشتملت الصنج الزجاجية التى ترجع الى العصر الاموى وبداية العصر العباسى على معلومات عن اسم الحاكم وعامله على الخراج وقيمة الوزن، بينما كانت الاوزان المستديرة عبارة عن اختام زجاجية مستطيلة الشكل لها ثقب من الوسط وكانت تستعمل لوزن القطع الثقيلة.

انتهاء الدولة الفاطمية

انتهت الدولة الفاطمية بعد دخول صلاح الدين مصر بوقت قصير وعلى الرغم من انفراده بحكم مصر دون أن ينازعه منازع، وسيطرته على مقاليد الأمور في مصر؛ فإنه لم يسارع إلى إقامة الخطبة للخليفة المستضيئ بنور الله العباسي، وأعرض في بادئ الأمر عن تنفيذ رغبة نور الدين محمود في إحلال اسم الخليفة العباسي محل الخليفة الفاطمي، واعتذر بتخوفه من أن يثير هذا العمل غضب أهل مصر.
غير أن صلاح الدين إزاء إصرار نور الدين محمود جمع أمراء جيشه ليستشيرهم في أمر قطع الخطبة للخليفة الفاطمي؛ فترددوا كثيرا، لكن فقيها يدعى "الأمير العالم" قطع هذا التردد وأبدى عزمه على القيام بهذا الأمر، حيث صعد المنبر في أول جمعة من شهر (المحرم 567هـ= سبتمبر 1171م) قبل الخطيب ودعا للخليفة العباسي فلم يعارضه أحد.
وفي الجمعة الثانية أمر صلاح الدين الخطباء في مساجد الفسطاط والقاهرة بإسقاط اسم العاضد من الخطبة، وذكر اسم الخليفة العباسي محله، معلنا بذلك نهاية الخلافة الفاطمية ونقودها، وتبعية مصر للخلافة العباسية.
وكان العاضد إذ ذاك مريضا فلم يعلمه أهله وأصحابه، ثم لم يلبث أن توفي بعد ذلك بعدة أيام، وبموته انتهت الدولة الفاطمية التي حكم خلفاؤها الأوائل رقعة شاسعة امتدت من المحيط الأطلسي غربا إلى الخليج العربي شرقا، ودُعي لأحد خلفائها على منابر بغداد عاصمة الخلافة العباسية عاما بأكمله.




الموضوع نتاج عن عدة قرات فى بعض الكتب والمواقع والمنتديات